كيف لمن يدعم الحرب الروسية أن يدعم القضية الصحراوية ؟

منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا شهر فبراير 2022 وأنا في حالة ذهول من تناقض البعض، والمضحك أن الأكثر تحمسا للقضية الصحراوية هم أيضا الأكثر تحمسا للعدوان الروسي !! وللتفصيل في الموضوع أقول:

 

الحرب الروسية:

سواء تتفق مع روسيا أو تختلف معها، سواء تتفق مع أوكرانيا أو تختلف معها … الثابت أن ما قامت به روسيا يوم 2022.02.24 هو اعتداء على أقرب دولة لها في العالم وهي أوكرانيا، فأوكرانيا لغويا وعقائديا ودينيا وعرقيا هي أقرب دولة إلى روسيا ، كل هذا القرب لم يقف حائلا أمام الحرب الروسية على أوكرانيا.

هنا نطرح سؤال مهم لمن يرمي كل بيض الجزائر في سلة روسيا ، إن كانت روسيا غدرت بأقرب دولة لها في العالم، فكيف يمكن لهؤلاء الجزائريين أن يثقوا بها ؟

 

القضية الصحراوية:

سواء أتتفق مع النظام الجزائري أو تختلف معه، سواء أتتفق مع النظام المغربي أو تختلف معه، يبقى أن القضية الصحراوية بمعزل عن كل الآراء هي (قضية تصفية استعمار)، والأمم المتحدة تصنفها ضمن 17 إقليم على وجه التحديد لم تقرر مصيرها والقائمة اسمها (الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي).

 

بين أوكرانيا والصحراء:

إن العدل والإنصاف يقتضي أن نزن الناس بنفس الميزان.

القانون الدولي: إن كان هو الميزان … فوجب احترام القانون الدولي والشرعية الدولية في القضيتين، نفس القانون الدولي يقف مع أوكرانيا والصحراء الغربية ضد روسيا والمغرب .

الأمم المتحدة: إن جعلنا الأمم المتحدة هي المعيار فإنها تعتبر الصحراء الغربية غير متمتعة بالحكم الذاتي، ولابد من إجراء استفتاء فيها، كما تعتبر شبه جزيرة القرم والدونباس أراضي أوكرانية، كما أدانت الغزو الروسي عدة مرات.

الإرادة الشعبية: إن كنا ندعم إرادة الشعب هي الميزان … فوجب دعم الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بالإضافة إلى دعم حق الشعب الأوكراني في اختيار نظامه الحاكم بعيدا عن أي إملاءات.

الوحدة الترابية: من كان يدعم مبدأ الوحدة الترابية للأقاليم، فوجب عليه إنكار اتفاقية مدريد سنة 1975 والتي قسمت الصحراء الغربية إلى شمالية وجنوبية، وكذلك وجب إنكار محاولات روسيا لاحتلال القرم والدونباس التابعتين لأوكرانيا.

احترام سيادة الدول: هذا أيضا أحد المبادئ التي وجب احترامها في كل الحالات.

نظرية الحدود: هناك نظريتين للحدود بين الدول، فالجزائر وأوكرانيا تطالبان بضرورة احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، بينما في المقابل روسيا والمغرب تناديان بنظرية الحدود التاريخية، فكيف لبعضهم يطبقون النظرية الأولى في الصحراء الغربية بينما يطبقون الثانية على أراضي أوكرانيا الدونباس والقرم ؟

احترام الالتزامات الدولية: بعضهم يقول أننا لا نحكم على الدولة أنها معتدية سواء المغرب أو روسيا إلا من خلال (ما التزمت به أمام العالم) وقتها نقول أن المغرب وقع مع جبهة بوليساريو سنة 1991 معاهدة وقف إطلاق النار والتزم بتنظيم إستفتاء ، ومن جهتها روسيا إلتزمت سنة 1994 في معاهدة بودايست (المجر) بالدفاع عن أمن وسلامة أوكرانيا وهي من اخترقت هذه المعاهدة سنة 2014 عندما احتلت القرم وفي سنة 2022 عندما احتلت دونباس.

ركز معي المغرب من التزم بالاستفتاء وروسيا التزمت بسلامة أوكرانيا …. والنتيجة معروفة للجميع.

 

في الأخير … الشعوب الأربعة (المغرب، الصحراء الغربية، روسيا، أوكرانيا) هي شعوب صديقة للجزائر ، لكن هذا لا يمنع من قول الحقيقة كما هي، وتعد الحرب الروسية على أوكرانيا من المواضيع التي لا أحبذ الحديث فيها، لأنهما كانتا خلال العهد السوفياتي دولتان صديقتان للجزائر ، لكن تمادي البعض في التبرير للعدوان دفعني لتوضيح حقيقة ما يجرى هناك.

كتبه / نورالدين ختال

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سفارة جمهورية التشيك تعرض فيلم “يوم واحد قط واحد”.

عرضت مساء أمس، سفارة جمهورية التشيك لدى الجزائر فيلما من العهد التشيكوسلوفاكي، وهذا بمقر السفارة ...