من باماكو إلى نيويورك … إنجازات الجزائر تزعج المتآمرين.

يختلف الناس بين تصديق وتكذيب نظرية المؤامرة، فهناك من يهون من الأمر ويعتبره تعطيلا للعقل والمنطق وأنه مرض نفسي، بينما يعتقدون آخرون أن التآمر بين الدول يدخل في إطار المنافسة بينها، لكن التربص بإنجازات الجزائر الإقليمية والدولية ليس بريئة.

 

مالي:

 

قبل انطلاق كأس إفريقيا لكرة القدم بكوت ديفوار تطاولت إحدى المشجعات الجزائريات على الشعب الإيفواري، وانتشر الفيديو انتشارا رهيبا بعدما ترجم إلى الفرنسية، وشارك في الإساءة للجزائر عدد من نشطاء دول الساحل التي شهدت انقلابات عسكرية (مالي، بوركينا فاسو والنيجر).

وفي نهاية يناير الماضي، أعلن زعيم الانقلاب العسكري في مالي العقيد هاشمي غويتا، أن السلطة الانقلابية ألغت اتفاق الجزائر للمصالحة في مالي الموقع سنة 2015، ومن جديد تعرضت الجزائر لهجمة إعلامية.

المفارقة أن نفس الجهات في دول الساحل التي تهجمت على الجزائر بسبب المشجعة الوقحة تهجموا على الجزائر بعد إلغاء اتفاق السلام !!

  • الإرهاب: زعمت العصابة الانقلابية (غير الشرعية) أن الجزائر تدعم الإرهاب باستقبالها لأزواديين، رغم أن نفس الجماعات التحررية الأزوادية وقعت مع حكومة مالي (الشرعية) اتفاقا للسلام !!
  • التدخل: زعم العصابة الانقلابية (غير الشرعية) أن الجزائر تتدخل في شؤون مالي ، رغم أن المجموعات التحررية الأزوادية وحكومة مالي (الشرعية) كلاهما قبل بوساطة الجزائر سنة 2015 وكلاهما جعل من الجزائر. مراقبا لتطبيق الاتفاق.
  • الحل الداخلي: زعم زعيم القراصنة في مالي هاشمي غويتا (غير شرعي) أن الحوار يجب أن يكون مالي مالي ولا دخل للدول الأخرى في الحوار (يقصد الجزائر ) ثم استعانة بمرتزقة فاغنر الروسية لاغتيال عدد من القيادات الأزوادية !!
  • ديكو: بعد استقبال الرئيس عبد المجيد تبون للإمام المالي محمود ديكو، من جديد خرج أنصار القراصنة الانقلابيين للتباكي والزعم أن الجزائر تستقبل المعارضة، رغم أن ديكو هو قائد المظاهرات التي أدت إلى الانقلاب العسكري الذي يقوده حاليا العقيد هاشمي غويتا، فلولا الإمام ديكو لما وجد القرصان هاشمي غويتا.

فهل كانت الحملة ضد الجزائر مصادفة أو مؤامرة دبرت بليل ؟

 

المغرب :

 

أي متابع للخلاف المغربي الجزائري ، يلاحظ فرق جوهري هو أن المغرب يعالج خلافه مع الجزائر بعقلية إجرامية، بينما تتعامل الجزائر بعقيلة دبلوماسية، فأفعال المغرب كانت (دعم حركة الماك الإرهابية، استعمال برنامج بيغاسوس للقرصنة، قتل تجار وقصف شاحناتهم بدرونز دون سبق إنذار، الاستعانة بنظام الاحتلال الذي يقتل الفلـ.ـسطينيين ويمارس جريمة الفصل العنصري) بينما ردود فعل الجزائر كانت (استدعاء سفير المغرب للاحتجاج، استدعاء سفير الجزائر للتشاور، قطع العلاقات الدبلوماسية، غلق المجال الجوي).

أعلنت وزارة الخارجية بتاريخ 17 مارس الجاري، أن المغرب يشرع بمصادرة ممتلكات سفارة الجزائر في الرباط ، فخرجت أبواق مغربية لتكذيب الخبر … بعد أيام من التكذيب ذكر مصدر دبلوماسي مغربي لوكالة الأنباء الفرنسية والإسبانية أن الأمر يتعلق بـ(نزع ملكية لمصالحة عامة)، والمضحك في الموضوع أن الأبواق التي كذبت الجزائر بقت على تكذيبها وكأن هناك خلاف بين (المصادرة) و (نزع الملكية).

رغم تأكيد السلطات المغربية لبيان وزارة الخارجية الجزائرية إلا أن الحملة تواصلت ضد الجزائر !! فهل الأمر صدفة !!

 

فلسطين :

 

شكل تولى الجزائر لعضوية غير دائمة بمجلس الأمن كابوسا لعدد من الدول العربية المطبعة والتي كانت تنوي التطبيع، فقوة وصلابة الجزائر في الدفاع عن القضية الفلسطينية أحرجت المنبطحين أمام شعوبهم، لهذا لجؤوا إلى محاولة سرقت جهود الجزائر الدبلوماسية.

وافق أعضاء مجلس الأمن يوم 25 مارس الماضي على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة، وهذا بعد عدة محاولات جزائرية لوقف عدون الاحتلال، لكن في المرة السابقة استعملت أمريكا حق النقض (الفيتو) ضد المشروع الجزائري ، الأمر الذي لم يحدث مع قرار 25 مارس.

بعد هذا النصر الكبير للدبلوماسية الجزائرية ، خرجت بعض الأبواق في دول الخليج للزعم أن القرار هو (مشروع المجموعة العربية)، وهذا كذب ومحاولة لسرقة جهود الجزائر .

وعندما نسأل هؤلاء من صوت ضد مشروع القرار الأمريكي الأخير في مجلس الأمن ؟ الجزائر أو المجموعة العربية ؟ أكيد سيجيب الجميع أنها الجزائر … إذا الجزائر من كان لها جرأة رفض القرار الأمريكي وجرأة اقتراح القرار الأخير … ثم على فرض التصديق بخرافة (مشروع قرار المجموعة العربية) أين كانت مشاريع المجموعة العربية عندما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل المجموعة العربية بمجلس الأمن وتشغل مقعدا غير دائم ؟

 

في الأخير … تبقى السلطة تقديرية لكل شخص في اعتبار ما حصل هي مؤامرة تحاك ضد الجزائر وأمنها أو أن الأمر عفوي والمؤامرة مجرد وهم … أتابع أرائكم في التعليقات.

 

نورالدين ختال.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير لبناني تهجم على الجزائر دفاعا عن الإمارات فأساء لها.

تهجم أمس، وزير البيئة اللبناني السابق وئام وهاب، على الرئيس عبد المجيد تبون، بعد تصريحاته ...